Friday, May 5, 2017

حقوق المرأة فى النظام التعليمى القطرى

حقوق المرأة فى النظام التعليمى القطرى


وتنص المادة 25 من دستور قطر على أن "التعليم هو أحد الركائز الأساسية للتقدم الاجتماعي. وعلى الدولة أن تضمن وتعزز وتسعى إلى نشرها ". وقد استثمرت قطر موارد هائلة في تنمية قدراتها التعليمية ونمو اقتصادها القائم على المعرفة. وفي منطقة تتميز بانعدام الفرص المتاحة للمرأة، فتحت اإلصالحات في قطر المغالطات المتاحة لفرص النساء في مجال التعليم، وحددت األمة الصغيرة كمركز للبحوث والتعلم العالي في منطقة الشرق األوسط الكبير. وفي هذا الشهر فقط، صنفت "إنديبندنت" قطر كأفضل مكان في العالم لحضور امرأة في الجامعة. والواقع أن معدل اإللتحاق بالتعليم العالي هو تقريبا ستة أضعاف معدل الذكور في قطر، مع وجود فجوة في االتجاه التصاعدي على مدى السنوات العديدة الماضية. من منظور السياسات، ما هي انعكاسات وفرة النساء المتعلمات تعليما عاليا في قطر؟

وقد نمت مرافق قطر وقدراتها التعليمية بسرعة بطيئة على مدى العقود العديدة الماضية. ومن أبرز الأمثلة على هذا التطور مدينة التعليم، وهي مجموعة طوباوية من الجامعات العالمية المرموقة، والتي ترأسها سمو الشيخة موزا بنت ناصر، زوجة الأمير السابق، ورئيسة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. وتتيح مدينة التعليم للشباب من النساء القطريات فرصة الدراسة في الجامعات ذات المستوى العالمي - وهي فرصة يستفيد منها نظرائهن الذكور في الغالب من الخارج. ولا يزال الإطار الثقافي القطري يحد من النساء دون سن الخامسة والعشرين من متابعة الفرص في الخارج دون أن يصاحب ذلك ولي أمر.

وفي المجتمعات الإسلامية، ينظر إلى المجال التعليمي على أنه مساحة مناسبة للمرأة، وبالتالي تميل المرأة إلى الحصول على درجات ومواقف في هذا المجال. وأوضحت الشيخة عبد الله المسند، رئيسة جامعة قطر منذ عام 2003 وعضوا نشطا في المجلس الأعلى للتعليم، في اجتماع عقدته مؤخرا مع صاحب البلاغ أن المرأة كثيرا ما تختار العمل في قطاع التعليم لأنها توفر جداول مرنة وإجازات أمومة كافية، مما يسمح للمرأة بالعمل والعمل معا. وأوضحت المسند أن النساء غالبا ما يختارن عدم العمل أو الدراسة بسبب الرغبة في تربية الأسرة، وليس بسبب الافتقار إلى الفرص.

وفي المجال الخاص، أدت الفجوة المتزايدة في التعليم بين الرجال والنساء إلى تعقيد آفاق الزواج، حيث من غير المرجح أن تختار المرأة شريكا بمستوى تعليمي منخفض نسبيا، وفقا لما ذكرته غادة خليفة السبيعي، مسؤولة برنامج تعليم قطر مبادرة الطفل. ومع اختیار النساء بشکل متزاید للاستفادة من الفرص التعلیمیة المتاحة لھن، فإنھن یؤخرن الزواج. وفي الوقت نفسه، فإن معدل الخصوبة آخذ في التناقص، وهو ما يعوض الزيادة الهائلة التي شهدها عدد سكان قطر في السنوات القليلة الماضية. ويساعد العدد الكبير من النساء المتعلمات تعليما عاليا على خلق سكان قطريين أكثر استدامة.

كيف يمكن لقطر حشد هذه الشابات المتعلمات تعليما عاليا والطموح لتعزيز التنمية في بلدهن؟ وفيما يتعلق بمشاركة المرأة في القوى العاملة، فإن المستويات العالية من التعليم لا تضمن حصول المرأة على فرص عمل. وعلى الرغم من أن قطر لديها أعلى نسبة من مشاركة المرأة في القوى العاملة في جميع دول الخليج بنسبة 51 في المائة، فينبغي لها أن تواصل وضع سياسات تشجع المرأة على دخول القوى العاملة. وينبغي أن تحتضن قطر سكانها من النساء المتعلمات تعليما عاليا وأن تشجعهن، من خلال برامج التدريب وحملات التوعية، على إعادة استثمار طاقاتهن في نظام التعليم كمعلمات وأساتذة ومديرات. لدى جامعة قطر عدد كبير من رؤساء الأقسام النسائية عبر مجموعة واسعة من التخصصات، ومن شأن مدارس مدينة التعليم أن تحذو حذو هذا المثال. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن يكون للمجلس الأعلى للتعليم تمثيل أكثر في مجلس إدارته. ويجب تشجيع النساء على استخدام تعليمهن في القوى العاملة والإسهام في تنمية البلد. ولأن المرأة القطرية في طليعة التعليم، ينبغي لها أيضا أن تقود عملية صنع السياسات وتؤدي أدوارا رئيسية في إدارة قطاع التعليم.

أريانة مارنيسيو هي المحلل البحثي لبرنامج حقوق المرأة في الشرق الأوسط. تخرجت من جامعة جورج تاون مع شهادة في اللغة العربية، وعاشت في مصر والأردن وعمان. وتشمل مجالات اهتمامها الثقافة العربية والإسلام والدراسات الجنسية.

0 comments:

Post a Comment