دعم المرأة من خلال أهداف التنمية المستدامة
من قبل جيمس A. بيكر الثالث معهد للسياسة العامة في 23 سبتمبر 2015 في 11:52 ص
وسوف تعتمد الجمعية العامة للأمم المتحدة 17 هدفا للتنمية المستدامة (سدغس) في نهاية سبتمبر / أيلول. وستحل أهداف التنمية المستدامة محل الأهداف الإنمائية للألفية التي تم تنفيذها لأول مرة في عام 2000، وقد ساعدت في إطلاع مبادرات التنمية في جميع أنحاء العالم على مدى السنوات ال 15 الماضية. وسيتعين على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تحدد أي من الأهداف التي ينبغي تحديد أولوياتها في السنوات المقبلة وفقا لاحتياجات بلدها. وباستخدام البيانات التي تم جمعها من تقرير الأهداف الإنمائية للألفية العربية لتوجيه هذه التوصيات، ينبغي أن يركز العالم العربي في المقام الأول على ثلاثة أهداف خاصة للتنمية المستدامة من أجل تحسين حياة المرأة: الهدف 2 الذي يهدف إلى القضاء على الجوع وتحسين التغذية؛ الهدف 5، الذي يسعى إلى تحقيق المساواة بين الجنسين؛ والهدف 8، الذي يهدف إلى توفير فرص عمل كاملة وشاملة للجميع.
الهدف 2: القضاء على الجوع، وتحقيق الأمن الغذائي وتحسين التغذية، وتعزيز الزراعة المستدامة.
وتتسم قضية الجوع بسوء خاص في مناطق النزاع، وبالنسبة للاجئين الذين انتقلوا إلى مخيمات مكتظة ومناطق حضرية. وفي الفترة من عام 1991 إلى عام 2011، ارتفعت نسبة السكان في العالم العربي الذين يعانون من نقص التغذية من 13.9 في المائة إلى 15.1 في المائة. العراق واليمن وفلسطين من بين دول المنطقة التي لديها أعلى نسبة من السكان الذين يعانون من نقص التغذية، وفقا لإحصاءات جمعتها الأمم المتحدة. وقد تفاقمت هذه الدول الثلاث بسبب انعدام الأمن السياسي والنزاعات المسلحة طوال هذا العقد، وأصبحت أقل استقرارا منذ عام 2011. في سوريا، منذ بداية الأزمة، أغلقت نصف صناعة إنتاج الخبز أو تضررت، مما تسبب في السعر من الخبز إلى ارتفاع بنسبة تصل إلى 1000 في المئة في بعض المناطق. ويتعرض الأمن الغذائي وتوافر اللاجئين في البلدان المجاورة للضغط على نحو مماثل، حيث أن الاقتصادات المحلية يشدد عليها تزايد عدد السكان. على الجانب الآخر من الطيف، السمنة وغيرها من اضطرابات نمط الحياة الناجمة عن سوء التغذية هي قضية صحية كبيرة في البلدان الغنية في الخليج. أما بالنسبة للإناث البالغات في الخليج، فقد سجلن أعلى معدلات السمنة، حيث اعتبر أكثر من 40 في المائة من النساء في الكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة البدانة. وينبغي لجميع بلدان المنطقة أن تعطي الأولوية للقضاء على الجوع وتحسين التغذية.
الهدف 5: تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات.
وفي حين يبدو أن أهداف التنمية المستدامة هذه أقل قابلية للقياس من الأهداف الأخرى، إذا تحققت، فإنها يمكن أن تكون حافزا على الهدفين الآخرين. ويتمثل أحد العناصر الحاسمة في تعزيز المساواة بين الجنسين في تحديد سن الزواج القانوني، وتجريم زواج الأطفال والسماح للفتيات بإكمال تعليمهن. وفي حين أن معظم بلدان شمال أفريقيا قد رفعت سن الزواج القانوني إلى 18 سنة، فإن العديد من البلدان الأخرى تسمح بالزواج في سن لا تتجاوز 15 عاما، ولا تزال المملكة العربية السعودية واليمن تضعان أي حدود قانونية على الإطلاق. وبالإضافة إلى الزواج المبكر، فإن العنف ضد المرأة يمنع المرأة من المشاركة الكاملة في المجتمع، فضلا عن التسبب في أذى جسدي وعاطفي. وقد أدى النزاع اإلقليمي وعدم االستقرار إلى ارتفاع مستويات العنف ضد النساء، واستخدم كأداة للتلاعب والترهيب خالل الربيع العربي، بل وتم إضفاء الطابع المؤسسي عليه في األراضي التي يسيطر عليها ما يسمى بالدولة اإلسالمية. وفي حين أن للعنف تكلفة بشرية واضحة، فقد قدر البعض أن التكلفة المالية لمعالجة العنف المتوطن قد كلفت الدول العربية 430 مليون دولار في مجال العلاج الطبي وفقدان الإنتاجية الاقتصادية. وتقل مشاركة المرأة في المناصب الإدارية العليا، بما في ذلك المناصب الحكومية المتوسطة، عن 10 في المائة في معظم البلدان. وفي حين أدت الحصص وغيرها من التدابير إلى زيادة عدد النساء العاملات في الهيئات السياسية، فإن الجهود يجب أن تستمر في تعزيز المشاركة السياسية للمرأة كمرشحات وناخبات.
الهدف 8: تعزيز النمو الاقتصادي المستدام والشامل والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع.
أما في العالم العربي فقد سجلت أدنى معدلات المشاركة الاقتصادية للمرأة في جميع مناطق العالم، إذ بلغت 26 في المائة في عام 2010. في حين أن المنطق المشترك يملي أن انخفاض معدلات المشاركة الاقتصادية يمكن أن يكون ناجما عن انخفاض معدلات التعليم، فإن هذا النموذج لا يصح في العربية سياق الكلام. وقد حقق العالم العربي مكاسب كبيرة في تعزيز المساواة بين الجنسين في التعليم، حيث تجاوز عدد النساء عدد الرجال في التعليم العالي في عدد قليل من الدول، في حين حققت عدة بلدان، بما في ذلك البحرين والكويت ومصر وعمان، نسبة الالتحاق تقريبا في التعليم الابتدائي. بيد أن هذه التطورات في مجال التعليم لم تؤد إلى زيادة مشاركة المرأة في القوة العاملة. وفي حين أن التناقض في مشاركة المرأة في القوة العاملة يمكن أن يعزى إلى المعايير الثقافية، فإن القوانين التمييزية والصراعات السياسية تمنع المرأة أيضا من التماس الفرص الاقتصادية. وسيزداد الاستثمار في المشاركة الاقتصادية للمرأة
0 comments:
Post a Comment